الثلاثاء، 25 مايو 2010

العدد الرابع - لون الحاسب الآلي

دخل الشاب العربي أثناء زيارته لدولة أوروبية لمحل مخصص لبيع الحاسبات. وتوجه بكل ثقة للبائع وقال: أريد أحدث جهاز كمبيوتر، ولا يهم الثمن. ابتسم البائع وقال: لا أفهم!! ماذا تعني بأحدث جهاز؟ قال الشاب:أحدث إصدار.
وازدادت دهشة البائع قائلا : قل لي مجال تخصصك وماذا تريد من الكمبيوتر وأنا أدلك على الموديل المناسب، أما أحدث جهاز فهذا أمر صعب تحديده لأن الجديد بعد لحظات سيصبح قديما.
وفي الطرف الآخر من الكرة الأرضية دخلت شابة عربية بصحبة زوجها إلى محل لبيع الحاسبات وتوجهت للبائع قائلة بلهجة خليجية واثقة:(أبغى جهاز حاسب مميز). رد البائع في أدب: كيف مميز؟ قالت: أبغى لون جديد (فوشيا) أو (روز) اجتهد البائع في توفير طلب السيدة الشابة وزوجها الذي أمّن على طلباتها ويبدو أن علاقته الوحيدة بالكمبيوتر أنه هو الذي سيدفع ثمنه.
هكذا يتعامل قطاع غير قليل من العرب مع التقنية الحديثة ، يتعاملون بفكر اقتناء التقنية أو ضمها للديكور واستكمال الشكل الجمالي العام.
والمشكلة الكبرى أن تتسرب مثل هذه الأفكار للمثقفين أو للعاملين في مجال التربية والتعليم، فتفرغ وسائلنا التقنية من محتواها وتعمل بأدنى طاقة لها أو لا تعمل بالمرة وإنما تتحول إلى مزار يشاهده ضيوف المؤسسة التي تقتني هذه الأدوات الحديثة.
أعرف صديقا اشترى جهاز حاسب آلي عالي الإمكانات ودفع فيه مبلغا كبيرا في حين لا تتعدى استخداماته برامج (office) وآخر طبع بطاقات تعريف مدونا عليها بريده الإلكتروني وهو لا يستخدمه إلا مرة في الشهر تقريبا.
عندما تتحول الأدوات التقنية إلى وجاهة اجتماعية أو استكمال للهيئة العامة تكون عنوانا على حماقة مستخدميها لا تقدمهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق